الكاتب : البروفيسور عثمان سيداحمد
--------------------------------------------------------------------------------
تتيح فرصة الكتابة عن غرب إفريقيا في إطار الأصول التاريخية للعلاقات الإفريقية العربية التعرض لنقطتين جوهريتين تعرضت لهما من قبل في بحثين مستقلين باللغة الإنجليزية(1).
تتعلق أولي هاتين النقطتين بمفهوم " كلمة " إفريقية ذلك إن ما كان يعني عند الكتاب العرب ومن تبعهم حتي بداية العصر الحديث إقليما سياسيا يرتكز علي " تونس" ويزيد وينقص حسب التغييرات الإدارية والسياسية أيام الخلافة ومع ظهور الدويلات المتعاصرة والمتتابعة غربي مصر اصبح مع التوسع الأوربي وغلبة مصطلحات الجغرافية الحديثة اصطلاحا قاريا ، عند الإغريق والعرب كانت النظرة الإقليمية لا القارية للمعمورة هي السائدة ، عند الإغريق والعرب كانت النظرة الإقليمية لا القارية للمعمورة هي السائدة . آنذاك كانت إفريقية هي ذلك الإقليم الإداري السياسي غربي مصر وشرقي المغرب أو في شيء من التحديد " ذلك الإقليم الممتد من برقة في الشرق إلي طنجة في الغرب ومن البحر الوسيط في الشمال إلي الرمال التي تبدأ منها بلاد السودان في الجنوب(2). " والإفريقي" حسب ما كان يسود بين الكتاب العرب وغيرهم في العصور الوسيطة هو من كان ينتسب أو ينسب إلي ذلك الاقليم وأحيانا لكل من هو من غربي مصر من بلاد المغرب " وخير مثال لذلك الانتماء أو تلك النسبة ما اشتهر به الرحالة الجغرافي العربي المعروف الحسن بن محمد الوزان الذي عرف عند الأوربيين باسم " ليو الإفريقي " (3). وفي الواقع أن ذلك الإصطلاح لم يكن يخلو من أشارات عرقية ولونية عند الاوربيين . والإشارات فيما كان يرادفه من اصطلاح كانت إلي ما يغاير البياض من السمرة إلي السواد . وها هو عطيل شكسبير الذي عرف بـ Othello the moor إشارة إلي اصله المغربي وبشرته الداكنة والرواية كما هو معلوم مشحونة بالكلمات والجمل الغامزة إلي ذلك الفارس الاسود وعشيقته " ديديمونة " الجميلة النرجسية البياض(4).
كلمة " إفريقية" اليوم تعني القارة بأسرها . أما كلمة " إفريقي فعلي نقيض ذلك ، وبرغم وجود "منظمة الدول الإفريقية " التي تضم كل دول القارة المستقلة ماعدا الدولة العنصرية ( جنوب إفريقيا ) فقد اصبحت ذات مدلولات عرقية وحضارية وسياسية تخرج كل العالم الإفريقي العربي من الحساب . يحدث ذلك علي الرغم من أن أغلبية العالم العربي أرضا وسكانا ليست في آسيا وأنما في إفريقيا وبرغم أهمية العالم العربي الإفريقي لإفريقية أرضا وسكانا وحضارة وثروة وعمرانا .
واستعمال كلمة إفريقي بذلك المعني ليس قاصرا علي أوربيين وغيرهم من غير سكان القارة بل هو مقبول ومتداول بين كل سكان القارة وفي مختلف المستويات والمجالات ، يشترك في ذلك الإفريقيون العرب في مصر وكل بلاد المغرب العربي والإفريقيون غير العرب في بقية ارجاء القارة الام ، وغني عن البيان أن هذا المفهوم الرامي للتفرقة لا التميز العلمي المجرد البريء – أن كان ثمة مجال لذلك – مفهوم خاطيء وخطير روج له في دهاء وخبث لخدمة مصالح العالم الغربي كله ماديا وثقافيا وسياسيا وهو بلاشك نتاج طبيعي لنظرة الرجل الأبيض العرقية التي تحمل قضية اختلاف الألوان مالا يمكن أن تحمل واقعا وعقلا. ومن سوء الحظ أن سار الكتاب العرب وغيرهم من الغفريقيين علي هذا الإستعمال دون التبصر لما ينطوي عليه من مفهومات ونظرات أخذت نتائجها تؤثر في العلاقات الإفريقية العربية خصوصا بعد أن أوهم الجميع بأن ذلك الاصطلاح وبتلك المفهومات والمضمونات أنما نتج مما سار عليه الكتاب العرب والمسلمون في العصور الأولي والوسيطة عندما كانوا يستعملون اصطلاحا هاما آخر بغرض تلك التفرقة وذلك التمييز . ذلك الأصطلاح هو كلمة " السودان " وما تبعه من اصطلاح " بلاد السودان " وذلك زعم روج له المستشرقون ومن تبعهم بلا تدقيق أو تبصر.
" والسودان " و " بلاد السودان " عند الكتاب العرب في العصور الاولي والوسيطة هو ما يتاح له التعرض له كنقطة ثانية في هذا البحث المتواضع.
الفكرة السائدة الآن هي إن العرب هم أول من أطلق هذا الاستعمال علي سكان وبلدان اقليم محدد من القارة الإفريقية هو ذلك الحزام العريض الممتد من خط الاستواء جنوبا إلي الصحاري شمالا ومن المحيط الأطلسي غربا إلي البحر الأحمر شرقا (5).
والشاهد أن العرب لم يكونوا أول من استعمل تلك الكلمة أو ما في معناها كاصطلاح لوصف بعض البشر من سكان المعمورة كلها لا ما عرف من سكان أقاليم القارة الإفريقية فحسب ، وفقا للون بشرتهم ، لقد سبقهم في ذلك الإغريق وقدماء المصريين ، وكلمة ( اثيوبي) تعني الاسود أو محرق الوجه وكلمة حبشي تعني ذلك عند العرب ايضا ، والإغريق استعملوا كلمة اثيوبي لسكان أثيوبيا القديمة وسكان مدغشقر وسكان جنوب جزيرة العرب ايضا . وكلمة ( سودان) و( اساودة أو " سود " كلها كلمات جمع مفردها " اسود " و" سوداء ". ومن المهم أن نفطن إلي أن العرب أولا وفي العصور الوسيطة لم يشملوا كل سكان العالم العربي الإفريقي في ذلك الاصطلاح عند التفريق بين " السودان " " والبيضان" فحسب بل ضمنوا أنفسهم فيه وفضلوا السودان علي البيضان ، (6) ولم يقبل الكتاب العرب المسلمون أن يكون العرق أو اللون اساسا لتمييز أو تفضيل كما برءوا أصل الكتاب المقدس " التوراة " من أن يكون اساسا للدعوة العرقية التي تزعم أن سواد البشرة أنما أصله لعنة نوح لأبنه حام ومن ثم حفدته وهو الزعم الذي يقوم عليه في أذهان البعض اسس التفرقة العنصرية والتمييز اللوني . وهكذا فقد برثت الحضارة العربية من مفاسد نظريات الشعب المختار والعرق والعنصر السيد التي تسود في أوربا وأمريكا واسرائيل وجنوب إفريقيا وغيرها.
قبل الكتاب العرب ورسخت الحضارة العربية القائمة علي تعاليم الإسلام علي أن اصل البشر واحد وأن الناس في الأصل أكفاء وعزوا اختلاف الألسنة والالوان إلي قدرة الله العلي القدير وآياته " يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل ... (7) ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ..(8). " والحديث " كلم لآدم وآدم من تراب " وفسر الكتاب العرب سواد البشرة عندما تعرضوا له بما تيسر لهم من شواهد طبيعية كحرارة الشمس الحارقة وما تخلف من آثار في الهواء وعلي اختلاف التربة والماء (9) كانت إفريقية عندهم أقليما وكانت كلمة السودان تشمل كل من هم غير البيض في كل ما عرفوه من القارة الإفريقية وما سواها من المعمورة وبالتأكيد لم يقتصر ذلك علي إقليم شماله الصحراء وجنوبه خط الاستواء . فخط الاستواء عندهم كان جنوبي خط الاتسواء الآن وما عرفوه من المعمورة وبالتأكيد لم يقتصر ذلك علي إقليم شماله الصحراء وجنوبه خط الاستواء . فخط الاستواء عندهم كان جنوبي خط الاستواء الآن وما عرفوه من المعمورة في إفريقية وصل جنوب خط الاستواء بـ 24 درجة ( 10) ثم أن العرب قد عرفوا سودانا خارج القارة في جزر الحيط الهندي . ولأن كلمة سودان عندهم كانت تعني كل الملونين فقد شملوا في ذلك كما أشرنا أهل الهند والسند والصين كما شملوا القبط والبربر والنوبة والبجاة والحبش والزنج وأنفسهم ايضا ، ونسبوا ارض كل منهم إليهم .
ولقد وجد العرب أنفسهم بعد إنتشار الإسلام وانتصاره وقيام دولته أمة وسطا بين عالمين يختلفان عنهم في الكثير في وقت كانت لهم فيه الغلبة الحضارية والمنعة العسكرية والقوة الاقتصادية . ويفضل ما لهم من علائق وروابط بما حولهم من عوالم أخذت صلاتهم بهم تزداد ومعرفتهم بهم تتسع خصوصا بعد انقسام الخلافة وظهور الدويلات بالغرب ، ومع ازدياد الرحلات وتواتر الروايات من المشاهدة بفضل الرحالة ، ومن السماع به بما ينقل عمن لم يشاهدوا ومن المبالغات والتهويل في أدب العجائب والغرائب الذي اقترن بأدب الرحلات والاسفار وهو اصل علم الجغرافيا عند العرب كما كان كذلك عند من سبقوهم من الاغريق وغيرهم بفضل كل ذلك أخذت كلمة السودان تأخذ معني خاصا بدلا من المعني العام ، معني فيه النسبية فمن هم من البشر جنوب العالم العربي " سودان " بالنسبة لمن هم شماله في أوربا من " البيضان والعرب لم يعدو أنفسهم من " البيضان " حتي بعد أن توسعت صلاتهم بما سموه " ببلاد السودان بالمغرب " وغيرها ، ولنا أن نلاحظ هنا التحديد" بالمغرب " والإشارات في مالينا من كتب الجغرافيا والرحلات عن الرقيق السود لم تكن تعني أن الرقيق البيض هم العرب والمستعربون في كل شمال إفريقية إنما كانت تعني البيض من الأوربيين ، والشاهد أن الكتاب العرب كثيرا كانوا ما يحذفون الوصف " سودان " عندما يكون المشار إليهم معروفين كالزنج والنوبة والبجاة واحبش والكانم والبرنو وحديثا كالفلاتي والتكرور( ولا ننسي أن الحافظ قد عد العرب كما عد القبط والبربر والطوارق وآخرين من السودان كما ذكرنا آنفا .
إن حصر كلمة (السودان ) واصطلاح " بلاد السودان " علي تقسيماته " السودان الشرقي والسودان الوسط والسودان الغربي " في جزء من إفريقية أنما يعكس نظرة الغرب التي نشأت مع الاستعمار وتقسيم القارة كلها إلي مستعمرات ومناطق نفوذ حينما سقط كل ما عرف بالسودان تحت نفوذ بريطانيا وفرنسا فكان هناك السودان الإنجليزي الصمري والسودان الفرنسي ولنلاحظ أن كلمة الجمع" السودان " التي بدأت وصفا للسكان أصبحت اسماء للبلاد، تحول وصف الإنسان اسما لأرضه ووطنه .
لقد سبق كل ماسبق مع ما به من تطويل ممل وربما مخل أيضا لموضوع هذا المقال لنحدد الأراضية الحضارية من ناحيتي النظرة والمفهوم الغربي لإفريقيا ومن ثم غرب إفريقيا عند العرب عندما بدأت الصلات الحضارية تنمو بين العالم العربي الإسلامي الإفريقي في شمال القارة وما يجاوره من بلاد وشعوب في إفريقية من السودان زمن بعيد، ولاشك أن النظرة التي انطلقت منها تلك الصلات والارضية التي نمت عليها تلك الوشائج وهي نظرة وأرضية الحضارة العربية التي انصهرت في بوتقة الغسلام وتشبعت بتعاليمه هي الاصل فيما كان وماهو كائن من آثار عميقة وأصيلة للحضارة العربية في غربي إفريقيا .
" غرب أفريقية " أو بلاد السودان بالمغرب
نأتي للتعريف بالمنطقة ذلك أنه مع تغير الأحوال والأزمان تغيرت النظرات والأسماء والمسميات ، عندما كانت إفريقية عند العرب هي تونس وماجاورها وكانت نظرة العرب لما حولهم من بلدان وشعوب نظرة مركزها العالم العربي الإسلامي ونسبتها إليه ، كان مانسميه غربي إفريقية الآن هو ماسموه " بلاد السودان بالمغرب " فمن المغرب العربي المنسوب لكل العالم العربي الإسلامي كانت النظرة ، وإليه كانت النسبة ، وحتي عندما أخذت أوربا في التوسع مواجهة العالم الإسلامي العربي بالمغرب وملتفة حوله لتحاصره وتحصره بعد جهد جهيد كانت نظرة أوربا أولا من خلال تلك النظرة العربية المغربية لما هو جنوب المغرب من غرب القارة ، وهاهو كولي يسمي المنطقة بسبب إنتشار الحضارة العربية فيها " ارض زنج العرب " وتلك تسمية أطلقها كولي علي المنطقة في القرن التاسع عشر (11).
أن أوربا التي واجهها العالم العربي الإسلامي في عزة وانتصار وغزاها متوغلا فيها من الشرق والغرب ومن البحر الوسيط لما يقرب من عشرة قرون ظلت تنظر إلي ما حول العالم العربي نظرته ومن خلال مصادره ولم تفلح أوربا فى تحويل تلك العزة والانتصار إلى ذلة وانكسار إلا بعد قرون عديدة تمكنت فيها أولا من زحزحة العالم العربى الإسلامى المتناحر من أطرافه فى الإنلس ثم طوقته من بعيد بعد تحويل معارفه العلمية والتجارية وقدراته البحرية لصالحها فطافت حول رأس الرجاء الصالح واستقرت فى اندونيسيا والهند بعد أن وجدت لها مواضع اقدام فى شمال وغرب وشرق إفريقية ثم أخذت تتنافس على كل آسيا وإفريقية فى القرن التاسع عشر وفى القرن العشرين. وغلبة أوربا وسيطرتها على العالم هى التى جعلتها تنظر إلى العالم النظرة التى جعلت التقسيمات التى نعرفها ونألفها الآن تقسيمات ذات مدلولات جغرافية سياسية وحضارية عرقية . ولم يتأخر الكتاب الغربيون فى تدعيم تلك التقسيمات بما يناسب من خلق حواجز وأطر وهمية لا تمت إلى الحقيقة فى شيء وتمت إلي مايراد لها من نتائج بالكثير . وهكذا فشمال إفريقية العربي ليس إفريقيا في ما يزعمون من ناحية الأعراق والحضارة فالصحراء حاجز منيع يفصل بين عالمين مختلفين تماما . وفي الواقع وبرغم انسجام التسمية " غربي إفريقية " للمنطقة التي يدور الحديث عنها من الزاوية الجغرافية البحتة فهي تسير في ركاب تعريفات الغرب الذي يقسم إفريقيا إلي شمال وجنوب وشرق وغرب لنظرات ومدلولات ليس الغرض منها الجغرافية فحسب ، وإذا كان العرب قد أطلوا اصطلاح بلاد السودان بالمغرب لغربي إفريقية بصورة عامة فسرعان ما عرفوا ، وعرفوا بلاد وسكان تلك المنطقة في كثير من التفصيل أرضا وعمرانا قبائل وسكانا تجارة وعادات طرقا ومعالم جغرافية إلي آخر ما ورد في كتب الرحالة والجغرافيين العرب خصوصا المغاربة منهم (13).
ولقد وقعت الدراسات الحديثة للعلاقات بين العالم العربي الإفريقي وغيره من بلاد وشعوب القارة الإفريقية في أخطاء عديدة لسيرها في ركاب الدراسات الغربية لتلك العلاقات في وقت يلاحظ فيه أن التراث العربي الإسلامي لم يقع في تلك الاخطاء وكان الأولي بالخلف أن يتبع السلف في ذلك التقليد العلمي الحميد ، ذلك أنه علي الرغم من وسطية البعث المحمدي وظهور الإسلام في نظرة الكتاب العرب المسلمين ايام عزة الإسلام ودولته فإنهم لم يغفلوا أن يبدأوا الكتابة في ما تعرضوا إليه من أقدم نقطة يمكن الوصول إليها والحديث عنها بما عندهم من معارف ومعلومات وروايات , فالتاريخ يبدأ ببدء الخليفة والحديث عن الشعوب والبلدان المحيطة بالعالم الإسلامي لا يغفل ما كان حادثا قبل ظهور الإسلام وانتشاره من صلات الكتاب العرب الأوائل إذن لم يغفلوا الإشارة إلي ما كان لدهيم من رويات تؤكد صلات العرب بشرقي إفريقية وشمالها وغربيها وسواحلها وانهارها وصحاريها قبل ظهور الإسلام بل ان الكتاب العرب الأوائل لم يغفلوا أن يتحدثوا بقدر ما أمكن لهم من نوعية وطبيعة الصلات التي كانت تقوم بين شعوب تلك المناطق وما أصبح بفضل التفوحات جزءا من دار الخلافة دار السلام ، وفي الواقع أنه لو لا توفر تلك المعلومات ما كان للفتوحات أن تتم وما كان يمكن للصلات التجارية والسياسية والعسكرية بين العالم الإسلامي وتخومه أن تكون . لقد قامت الجغرافيا العربية – كما أشير إليه سابقا – اساسا كعلم بلدان واسفار لاعتبار تلك الجوانب المذكورة التي ارتبطت بالفتوحات والدعوة العالمية للإسلام دينا دولة وما خلفته الفتوحات داخل العالم الإسلامي الطويل العريض المتنوع من فرص للحركة والانتقال ونشأة أدب للرحلة متميز ومرغوب فيه في تلك الظروف . ومن تلك البداية العملية تطور العلم فاصبح علم جغرافيا ارتبط مع تطور ما نشأ معه من علوم لاسيما علوم الفلك والرياضيات . ومن المؤكد أن السرايا العربية الإسلامية والرحالة العرب المسلمين والمسافرين بصورة عامة من داخل العالم الإسلامي العربي منه والعجمي قد سلكوا سبلا سلكها من سبقوهم واعتمدوا علي معارف توارثوها من أجيال تناقلتها ومارستها فيما كانت تطوف من سبل وفجج بين الجماعات المختلفة من قديم العصور (13).
إذن فالأرضية التي نمت عليها الصلات العربية الإفريقية في غرب إفريقيا هي أولا أرضية الصلات التي كانت تربط بين أجزاء تلك المنطقة قبل انتشار العرب وظهور حضارتهم مع الإسلام ، ولا ينسي أن تلك المنطقة كانت مرتبطة ومتابطة احيانا تحت قوي مرتكزة علي أرضية في شمال القارة كدولة قرطاج وعلي ايدي قوي من خارج القارة مثل روما حينما توسعت علي حساب قرطاج وامتد نفوذها حتي موريتانيا ، وليس من شك في أن قديم الوشائج وعميق الصلات كانت تقوم بين موريتانيا وما يجاورها شمالا وجنوبا في غربي القارة وما من شك في أن التلاحم الحضاري والتداخل العرقي بين كل مجموعات سكان هذه القارة الأم من خط الاستواء والي البحر الوسيط كان هناك من أقدم العصور .
وبالنسبة لجذور هذه الحضارة العربية في شمال إفريقية وغربها وصحاريها علي الخصوص فإن إغفال أن هذه المناطق تعتبر عند الكثير من المؤرخين جزءا لايتجزأ من منطقة تحركات المجموعة السامية والعربية منها علي الخصوص قد يخفي الكثير من فهم تلك الجذور ، وإذا كان ذلك الاعتبار من أهم ما يفسر به الكثيرون سرعان الفتح ومن بعده انتشار الإسلام والتعريب والاستعراب فهل يمكن أن تغفل مجموعات عربية كبيرة تمتد من سودان وادي النيل حتي سواحل المحيط وتلتحم منذ قرون مع المجموعات السكانية الأخري عند اي اعتبار للحضارة العربية في غربي إفريقية واثرها في الحركات الدينية هل يمكن أن تغفل مجموعة عرب " الشوا" وهم امتداد لعرب " البقارة " المعروفين في السودان ويشتركون معهم في الكثير من المسات والعادات زيادة علي اللغة العربية التي يتحدث جميعهم بها ؟ هل يمكن أن يزعم- كما تريد الدراسات الغربية الحديثة ومن سار في فلكها – أن دعوي مؤسس دولة " السيفاوة" من أنهم من حفدة سيف بن ذي يزن انما هي اسطورة من الاساطير ؟ هل نرفض دعوي الفلاني أو التكرور ولعلهم أهم مجموعة بالنسبة لانتشار الإسلام وتدعيمه وقيام دولة في غربي إفريقية من أنهم يتلقون في أعراقهم بالعرب وبالفرس وباليهود والبربر علي أنها دعوي لا اساس لها من الصحة ؟ هل يرفض زعيم قبيلة اليوربا وهي تحتل مجموعة كبيرة هامة في غربي إفريقية من أن أصولها ذات جذور في وادي النيل بل ربما من جزيرة العرب؟ هل ينظر إلي قصة باياجدا ( بايزند ) التي تشير إلي أنه أبو مؤسس ممالك الهوسا السبعة المشهورة علي أنها خرافة من الخرافات ؟ قد يقبل رفض هذا كله أو بعضه ولكن مالا يمكن رفضه هو قدم وعمق هذه الروايات وما خلفته في نفوس وأذهان سكان هذه المنطقة من آثار عميقة الجذور بعيدة الأغوار ، بل كيف يمكن رفض هذا علي افتراض أنه عار من اية صحة في وقت تؤكد فيه الدراسات الحديثة علي أن الصحراء لم تكن صحراء منذ الأزل وهي علي أية حال ليست خالية من السكان الآن ولم تكن حاجزا ابدا في وقت اعتمد فيه الناس في رحلاتهم علي سفينة الصحراء . وكيف يمكن الرفض في وقت اعتمد فيه الناس في رحلاتهم علي سفينة الصحراء ، وكيف يمكن الرفض حينما يجد المرء أن الروايات العربية قبل الإسلام تشير إلي انتشار عرب الجنوب ليس في شرقي القارة مع قيام دولة أكسوم فحسب بل وفي شمالها ايضا ، وفي وقت تؤكد فيه المصادر العربية الإسلامية وجود مجموعات يهودية لا في شمالي القارة بل وبين قبائل البربر البدوية، ثم كيف بالمصادر الفارسية والإغريقية والقبطية التي يعرف منها أن الفرس قد حكموا مصر مرات وأنهم قد تسببوا في هجرات في بعض الأحيان كما هاجر بعضهم ايضا عندما تعرضوا لضغط الإغريق والروم. والكل يعلم أن طرق الواحات كانت تنفتح علي العالم الواسع العريض جنونها وغربها وكانت تقود إلي الشعوب المختلفة في تلك المناطق قبل مجيء الفرس والإغريق والروم والعرب المسلمين لمصر.
معالم في الطرق
إذا كانت الجذور التاريخية للعلاقات العربية الإفريقية قبل ظهور الإسلام أولا وقبل إنتشاره في إفريقيا وبعده بذلك العمق وبتلك الابعاد فإن المعالم التاريخية لآثار الحضارة العربية في الحركات الإسلامية في غرب إفريقية لا تقل عمقا وابعادا . وإذا كان مصير العرب بصورة عامة خصوصا بعد الاستقرار ونبذ حياة البداوة ، الأنصهار والتأقلم حضاريا واقليميا في مواطنهم الجديدة قبل الإسلام فالذي حدث بعد الإسلام هو عكس ذلك تماما . فمع وجود السمات الاقليمية المميزة لكل اقليم فالاتجاه الذي ساد هو انتشار الإسلام وانتشار لغته العربية وانتشار حضارته في قالبها أو طابعها العربي بعد أن سارت اقاليم العالم العربي الإفريقي في شمال القارة في طريق الإسلام والتعريب والتعرب والاستعراب بما جد في بعض المواضع من الهجرات القبلية كهجرات بني هلال وبني سليم . وقد سارت هذه الحضارة بهذه المعالم الجديدة في قوالب الصلات القديمة العريقة وطرقها التي ظلت تربط ما أصبح العالم العربي الإفريقي بتخومه منذ الازل . وبدأت حركة التأثير والتاثر الناتجة من تلاحم هذه العلاقات تشكل صور ومضمون حركات التعامل بين العالمين المتجاورين في قوالب جديدة روحها إسلام ولغتها العربية وأدواتها ما ظل يحدث في هذا العالم الواسع العريض من تغيرات في كمه وكيفه في أشكاله ومضمونات تلك الاشكال . وللمرء أن يتصور موجات تتلوها آخر تشتد وتضعف وتتسع أبعادها أبدا علي مرور الأيام .
وهنالك خلط في فهمنا لانتشار الإسلام أو الحضارة العربية الإسلامية أولا مما أدي لظهور الدويلات أو الامبراطوريات الإسلامية علي حساب الدول الإفريقية من غرب القارة إلي وسطها كما حدث بالنسبة لغانا وقيام امبراطوريات مالي وسنغهاي والكانم وبرنو وما كان يتلو ظهور تلك الدويلات من تجديد لحركة انتشار الإسلام وقوة دفعه لينطبق هذا الخلط علي فهمنا لظهور تلك الدويلات في الماضي البعيد كما ينطبق علي فهمنا لقيام الحركات الدينية الكبري الثلاثة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وما تلاها من انتشار للإسلام ودفع للحضارة العربية الإسلامية (14) ، والخلط في الغالب في تقليل شأن ماسبق ظهور تلك الدويلات أو قيام تلك الحركات من انتشار للحضارة العربية الإسلامية فيخلط بين السبب والنتائج أو علي الاقل أن ظهور الدويلات أو قيام الحركات انما يشكل قمة أو نقطة تحول هامة بين ماسبقها وما تلاها من تطورات.
ولنبدأ بالبدايات البسيطة كما بدأت في الواقع تتغير وتتبدل الصلات بين عالم إفريقي في الشمال يتمكن من الإسلام ولغته وحضارته وعوالم متاخمة تجد تلك الظواهر سبيلها إليها في بطء ما مع سهولة ويسر قبل أن تحدث التغييرات الكمية والكيفية التي تسارع الخطي وتعمل علي التغيير الحاسم ، يتذكر هنا الأفراد من التجار أو المتصوفة أو الفقهاء أو الثوار من شيعة أو خوارج أو غير هؤلاء ممن دفعت بهم الظروف لينتشروا في الارض يبتغون من فضل الله . بعض هؤلاء كانت لهم صلات بهذه المناطق في غرب إفريقية قبل أن يظهر الإسلام ويمتد إلي مناطقهم ويعتنقوه إذا بهم بعد الإسلام يأتون في مضامين وأشكال جديدة ذلك أن الإسلام ليس دينا فحسب بل هو عقيدة وعبادة وقالب حياة ، بعضهم يتحدث العربية وبعضهم اخذ يتحدثها بعد الإسلام ، ولاشك أنه في الغالب لم تكن العربية لغة التعامل التجاري بين المسلمين الجديد وبين من ظلوا يتعاملون معهم من سكان غربي إفريقيا سواء كان هؤلاء من البربر أو من التكرور ، ولكن العربية تأخذ لها معني جديدا بعد نزول القرآن وظهور الإسلام وقيام دولته وانتشار حضارته . لقد أصبحت الوعاء لكل هؤلاء بل هي لغة القرآن الكتاب المنزل المقدس عند المسلمين وهي لغة الدولة والتدوين .
وكما هو معلوم فقد ظل العالم الإسلامي العربي يتسع في سرعة مذهلة وقوة عاقلة مما مكن للخلافة من أن تملك في مطلع القرن الثامن من الميلاد ناصية الأمور في عالم يمتد من جنوب فرنسا وحتي حدود الهند والصين . وكما هو معلوم أيضا فقد ظلت تحدث داخل الخلافة وبين المجموعة السائدة فيها من العرب خلافات سياسية وفكرية دفعت بالكثيرين للاتجاه للقاصية من النواحي في الأطراف شرقا وغربا كما ذكر ابن خلدون . هذا في وقت أصبح فيه ذلك العالم العربي منه والعجمي من بلاد الخلافة قوة اقتصادية هائلة سائدة وصاعدة بالنسبة لما حولها من عوالم وأصبحت الحضارة الإسلامية العربية هي المثال .
وإذا كانت الاختلافات الفكرية والخلافات السياسية قد دفعت بالشيعة والخوارج إلي القاصية من النواحي بعيدا من مراكز السلطة في الشام أو العراق أو مصر افرادا ثم جماعات أخذت تنمو عددا وعدة وتسعي لأن تجد لأفكارها ومطامعها السياسية مكانة في أرض الله في الاماكن الاستراتيجية بين مراكز السلطة والقوة في العالم الإسلامي العربي وبين مراكز السلطة والقوة في بلاد التخوم المغربية بلاد السودان بالمغرب فإن قوة الدفع الاقتصادية بين الطرفين عبر هذه المناطق الوسط كانت تزداد يوما بعد يوم طردا علي ازدياد قوة العالم الإسلامي كله. بل من المؤكد أن هذه القوي في الوسط لم تتمكن من حجب ما كان يسود في مناطق القوي الاساسية في دار الإسلام ذلك أنه في النهاية لايوجد في الغالب الأعم إلا عالم سني وفكر مالكي يطغي علي كل إسلام غرب إفريقيا تماما كما هو الحال في كل المغرب لأسباب ليس هذا مجال الخوض فيها .
والمعالم التي يشار إليها إنما هي تلك الممالك والإمبراطوريات الإسلامية التي تمكنت من كل عربي إفريقية إلي وسطها من مطلع القرن الحادي عشر وإلي أن تمكنت أوربا بقواها الاستعمارية المختلفة من السيطرة علي كل إفريقية عالمها العربي وعالمها غير العربي في القرن التاسع عشر والعشرين ، مملكة غانا التي عاشت حوالي 800 – 1240م وامبراطورية مالي التي تلتها لتبقي حتي حوالي عام 155م ثم مملكة سنغهاي التي ملكت من حوالي عام 1460م وحتي حوالي عام 1600 ومملكة كانم – برنو في فتراتها الثلاثة حوالي 1100 – 1450م و1450 – 1600م و100 – 1800م وما عصر هذه كلها من مماك إسلامية أو غير إسلامية في المنطقة حيث ظل وجود الإسلام والمسلمين في كل الأحوال أكبر من أن يغفل وأخطر من أن يهمل خصوصا بين مجموعات الهوسا والفلاني والتكرور بصورة عامة إلي أن قامت حركات الجهاد في القرن التاسع عشر . وليس هنا مجال الحديث عن هذه الدول أمارات كانت أم ممالك أم أمبراطوريات فقد أرخ لها من أهم أكبر وأعلم من الاساتذة والزملاء الأجلاء ولكن مايراد الإشارة إليه أن الإسلام وجد سبيله إلي تلك المناطق الواسعة من غربي ووسط إفريقية في سلام فالمنطقة كلها مثل أغلبية بلاد المسلمين اليوم لم تكن جزءا مفتوحا من دار أية خلافة لتصبح جزءا من دار الإسلام . ورغم تركيز المستشرقين علي فكرة أن الجهاد في الإسلام هو جهاد السيف وحده غافلين أن جهاد اللسان وجهاد الإحسان في نشر الإسلام هو الاصل الأهم فالواقع يؤكد عكس ما زعمه المستشرقون ومن تبعهم في تركيز تلك الفكرة الرامية إلي أن الإسلام انما انتشر بحد السيف إن لم يكن كله فأغلبه ، وغني عن البيان أنه حتي في البلاد المفتوحة لم تكن الفتوحات بغرض فرض الإسلام وإنما دفاعا عنه وعن معتنقيه وعن دولته وتثبيتا لمبدأ الإسلام في أن لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ولكم دينكم ولي دين .
في غربي إفريقية كما هو الحال في أغلبية بلاد المسلمين لم يقترن إنتشار الإسلام بالغرض من قريب أو بعيد وإنما كان سلميا وكان ظهور دول الإسلام تعبيرا وانعكاسا لتحولات كمية وكيفية في وضع المجموعات المسلمة والنظم التي تعيش فيها مما حدا بها لأخذ السلطة حماية لنفسها ولعقيدتها وتأكيدا لمبدأ حرية الاعتقاد للأخرين ، أن طبيعة انتشار الإسلام لازالت من الأمور المعقدة التي لم تستقر فيها الآراء علي شيء ولكن الخطأ والغرض واضحان عندما يصور البعض انتشار الإسلام في أنه كان بحد السيف أو أنه كان ينتشر في طبقة معينة مثل التجار أو رجال الدولة معزولا في الغالب عن أغلبية الجماهير ، بالنسبة لغانا مثلا كان المسلمون هنالك منذ القرن الثامن الميلادي كما نجد في أشارات كتب الفرق مثل " مقالات" الاشعري أو في كتب الرحالة والجغرافيين ، بل من المؤكد أن الإسلام آنذاك كان قد تخطي المسلمين الوافدين من التجار وغيرهم ليجد سبيله إلي بعض السكان الاصليين بالمنطقة خصوصا في منطقة حوض السنغال الغربي بين قبائل التكرور المستقرة هناك ، والإسلام كما هو معروف ليس ظاهرة بداوة في اصله حتي تتركز الأنظار أولا علي البدو من صنهاجة وفروعها . الإسلام ظاهرة حضر واستقرار ينتقل منها إلي البدو والإعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر إلا يعلموا حدود ما أنزل الله علي رسوله " كما جاء في القرآن ، ولقد ضعفت غانا اقتصاديا وسياسيا ومعنويا بسبب التحولات العمرانية في المنطقة كلها اقتصاديا وسكانا ودينا وسياسة ، قبل أن تضعف وتنهزم عسكريا علي يد المرابطين . وكان العامل الحاسم في هزيمتها العسكرية كما هو معروف التكرور المسلمين غرب حوض السنغال . وفي التقدير أن تلك التحولات التي كانت مرتبطة إلي حد بعيد بظهور العالم الغسلامي والتغييرات التي حدثت فيه كانت كفيلة باحداث ذلك التغيير في القوي في منطقة حوض النيجر فانتشار الإسلام بين التكرور أهم في ما يبدو من حركة المرابطين التي اتجهت شمالا. وانتشار الإسلام من التكرور هو الذي أدي إلي قيام أمبراورية مالي وتأصيل الإسلام في غرب إفريقية .
------------------
الهوامش :
1- قدم أول هذين البحثين لمؤتمر التاريخ الإفريقي المنعقد في دار السلام بتنزانيا عام 1965 بعنوان :HISRIORAPHICLA TRADITIONS OF AFRICAN ISLAM ونشر ضمن بحوث أخري في : T.RANGER(ed) : EMERGING THEMS OF ARICAN HISTORY: LONGON & NAIROBI ونشر البحث الثاني بعنوان : AS-SUDAN AND BILAD AS- SUDAN IN EARLY AND MEDIVEAL ARABIC WRITING في مجلة جامعة القاهرة فرع الخرطوم العدد الثالث عام 1972م
2- راجع مادة إفريقية في دائرة المعارف الإسلامية ، أيضا أنظر : الحسن بن محمد الوزان الزياني ( ليون الإفريقي ): وصف إفريقيا . نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – الرياض 1399هـ .
3- عن الحسن بن محمد الوزان (ليون الإفريقي ) : انظر أعلاه وراجع : الدكتور مصطفي محمد مسعد : الحسن بن محمد الوزان ( ليو الإفريقي ) – مجلة جامعة القاهرة فرع الخرطوم ، العدد الأول .
4- الرواية المعروفة للكاتب الإنجليزي المشهور وليام شكسبير ولها عدة تراجم تحت اسم " عطيل " وقد كان سائدا بين الإنجليز تعني المراكشي أو المغربي عموما وترتبط بسواد البشرة .
5- راجع مادة " سودان " في دائرة المعارف الإسلامية .
6- راجع الجاحظ : فخر السودان علي البيضان.
7- القرآن الكريم آية 13 سورة الحجرات .
8- القرأ، الكريم آية 22 سورة الروم .
9- ابن خلدون : المقدمة راجع ما أورده عن السواد والسودان الطبري : التاريخ راجع ما أورده عن السواد والسودان .
10- راجع ابن سعيد كتاب الجغرافيا.
11- COOLT:THE NEGRO LANDS OF THE ARABS
12- راجع ابن بطوطة وابن جبير .
13- راجعSEWISKI: INTERNAL SOURCES
14- الحركات الدينية المعينة هي :
(أ) حركة ابراهيم موسي ( ت 1751م ) في فوتاجالون في أقصي غربي إفريقية .
(ب) حركة سليمان بال ( ت 1776م) في فوتا تورو في السنغال .
(ج) حركة الشيخ عثمان دان فوديو ( ت 1804م ) في شمال نيجيريا وهي أهم هذه الحركات وأبعدها أثرا وأكثرها مساهمة في نشر الدين الإسلامي والثقافة العربية الإسلامية وتأصيل نظم الحكم الإسلامي في إفريقيا قاطبة .
(15) راجع يوسف فضل حسن : الجذور التاريخية للعلاقات العربية الإفريقية في العرب وإفريقيا ، بيروت 1984م . وانظر عثمان سيداحمد اسماعيل البيلي : فهرست المخطوطات العربية بشمال نيجيريا الخرطوم 1984م .
--------------------------------
* هذه الورقة نشرة بمجلة دراسات افريقية ـ جامعة افريقيا العالمية بالسودان ـ مركز الدراسات الافريقية
|